الاثنين، 28 ديسمبر 2009

كنيسة 2010



 زيت على قماش
80 × 110 سم 

الدرج 2002


 30X25 cm oil on canvas

مكان 1991


 زيت على خشب
40 × 30 سم

وبقيت حائرا 2000

 But Remained Perplexed
oil on canvas 90 X 140 cm
2000

البداية والنهاية 1999

 The Disgrace of Existence
oil on canvas 120 X140 cm
1999

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

البحث عن الحقيقة 2004


 oil on canvas
130X80 cm

تأمل 2002


Reflection
 oil on canvas - 120 X 110 cm
2002

الظهور 2001

The Apparition
oil on canvas 120 X 110 cm
2001

حب وحرب 2009


 90X150 cm
 oil on canvas

عروة بن الورد - حبيب العباس



ولع الطبيعة 2004


100X150 cm
 oil on canvas

الصعلوك 2004


 100X80 cm
 oil on canvas

أسود 2002



Black
oil on canvas - 70 X 70 cm
2002

العش 2009


 180X125 cm
 oil on canvas

لوعة الانسان 2006


 60X110 cm
oil on canvas

البحث عن الحقيقة 1997


 The Investigation into the Reason
oil on canvas 70 X 80 cm
1997

المعراج 2001


 Elevation
oil on canvas - 120 X 110 cm
2001

الملجأ 2000


Refuge
oil on canvas - 70 X 70 cm
2000

الملك سكران 2004


120 × 120 سم
 oil on canvas

غروب 2006


 120X110 cm
oil on canvas

لوعة الطبيعة 2004


90X150 cm
 oil on canvas

السحر الاسود 2002

Black Magic
oil on canvas - 50 X 50 cm
2002

عش الروح 1996


The Soul's Nest II
oil on canvas - 90 X 90 cm
1996

درج 2006


 35X18 cm
 oil on canvas

الملاك الاسود 2004


 120X75 cm
 oil on canvas

الحقيبة 1993


 The Suitcase
oil on canvas-
60 × 50 سم
1993

الخميس، 24 ديسمبر 2009

درب الذاكرة 1996



 The Course of Memory
oil on canvas 110 X 130 cm
1996

حب حلال وحب حرام 1999


 Socred Love Profance Love
oil on canvas - 130 X 120 cm
1999

العزاء 2002I


  The Consolation II
oil on canvas - 120 X 110 cm
2002

الأنتصار 1999


 The Triumph
oil on canvas - 120 X 130 cm
1999

بلاغة بشير الباهرة - فوزي كريم







الفنان بشير , الذي وصلني شيء من لوحاته المصورة في البريد , مدهش في اكثر من معنى . لوحاته ساعية الى الكمال : في التقنية الشغوفة بأشياء الواقع في ذاتها ، في أستلهام الضوء , في التوازن , في القصيدة التي وراء اختيار الموضوع ,في الشكل ,والنسيج , واللون , وأخيرا في المضامين المفتوحة التي تغذي كل بصيرة فردية بما تريد .


الكراسي والأسرة والضوء , التي يراها مقدم دليل الفنان رموزا للسلام والهدوء , أراها , على العكس ، خشبة مسرح مفعمة الدراما بالعزلة والهجر والفقدان .


ان غياب الأنسان عن المشهد ليس ألا خدعة بصرية , الصرخة المكتومة لأشيائه تجعله كثيف الحضور .


خذ لوحة ( الحقيبة ) هذه . الشرشف المتهدل من فم الحقيبة تابع لرجل كثير الأسفار . انه وقاية من تلوث الأسرة اللامعدودة للفنادق الرخيصة والبطانية المدعوكة المتهدلة أنما بفعل نوم عكر .


والأزهار المجففة أزهار زينة لا مناسبة لها ولا مكان . والضوء يقبل من مكان علوي خاف دائما . والعمود المركون على الجدار هل هو صولجان , عكاز , أم عصا وردية لسحر الماضي الذي لا يعود؟ مـــــــن يعرف !


في مطلع عام 2000 كتبت قصيدة قصيرة تحت عنوان ( أحتوي ذكراك الجميل ) هذا نصها :


أحتوي ذكرك الجميل,


بزهور لم أسقها منذ يومين,


قشور لبيضة الأمس تعوي في أناء ,


وحزمة من ثياب لفظتها حقيبة السفر السابق ,


بيتي عش وأنت حمام البيت .


أحتوي ذكرك الجميل .


ان مشاعر الفقدان واحدة في القصيدة وهذه اللوحة , خاصة في الثياب التي لفظتها حقيبة السفر السابق , ةفي الزهور الجافة . ولكن نسيج هذه اللوحة الخشن أكثر بلاغة .


















ملكوت الفنان - احمد الحلي






كمثل كل الارتحالات الخرافية الخلاقة , التي تبتغي تحقيق ما لم يكن في الامكان تحقيقه في عالم اليقظة ذي الابعاد المحددة ، يتحتم علينا ان نهيء لعدة غير عادية ، وزادا معرفيا استثنائيا لكي نحظي بالتالي بالبطاقة التي ستخولنا الدخول الى ملكوت الفنان العراقي المغترب بشير مهدي .


أنه يأخذنا في اماكننا ، يؤرجح ذواتنا الى درجة الاهتزاز الفيزيقي المطلوب لكي نحلق معه بعيدا عن كل ما يكدر صفو اللحظة المشتهاة .


انه ينشيء عالما من الالوان والتداخل حيث يكون للضوء وانعكاساته المبهرة الدور الاساسي في صنع التراكيب التكوينية لمكان محدد هو في الاعم الاغلب غرفة ذات سقف عال من الطراز القوطي تطل من علوها على من تحتها من اماكن اخرى ضمن تشكيلة المدينة مثلا انه بالتالي ينشيء عالما ربما ربما فيه للفذلكة الفوتوغرافية البارعة مكان ، انما هو عالم صميمي ينبض بالقوة وبكل مايختلج في بواطن الذات الواعية من اسئلة وترنمات .


هكذا هي مساحات الفنان بشير مهدي اللونية تقودنا عبر موشورها الحياتي المتقن لتعيد لنا تشكيل حلمنا .. انها توحد رؤانا وتسير بها قدما نحو ايقاعها المتجدد .


وعبر هذا المنطق ، تحتاج محاولات الدخول في عوالم بشير مهدي المبهجة حقا الى حشد هائل من الحفريات المعرفية والى الالمام الوافي بالاساطير القروسطية وفروسيات شعراء التربادور هارموني دقيق استطاع فيه الموازنة بين كل معطيات العصر القوطي ومعطيات العصور اللاحقة ولا سيما عصرنا الراهن بما يمر فيه من فلسفات متضاربة وايحاءات رؤيوية افرزتها الكشوفات الفكرية والعلمية ولاسيما في مجالي الفن والتحليل النفسي .


يساورنا الاحساس عبر تأملنا للمنجز الفني للفنان بشير مهدي اننا والزخرفو والمنمنمات والاطر المعمارية والموسيقى ,الشعر ، ناهيك عن الامساك بخيط دقيق من روح الشرق الذي منه انطلق ابداع هذا الفنان .


انه يرتحل بنا عبر ممكنات عصرنا الى لحظته الزمنية المنتقاة بعناية فائقة ، انه الهاجس ذاته الذي قاد شاعرا يونانيا كبيرا كالشاعر كافافيس ( 1863-1933 ) لأن يرتحل عبر صوره الشعرية الموحية الى لحظة زمنية بعينها من عصر غابر كالعصر الأغريقي او الروماني ومحاولة استنطاق هذه اللحظة بكل ما تحمله من وقائع ودقائق مع فارق ان ارتحالات كافافيس تتسلخ كلية عن عصر الشاعر اي ان الشاعر هنا قد قام بعملية تحييد تامة لكل معطيات عصره ، فيما نرى الفنان بشير مهدي عبر مخاضاته وتجلياته قد قام بتشييد معماره الفني الباذخ المستند الى ايقاع بازاء مفارقة مقصودة ، فأيا من هذه اللوحات خالية من الوجود البشري ويكاد هذا الخلو ان يؤسس كيانه للكائن - الأنسان - الرجل او المرأة او الأثنين معا ن ان ثمة حظور طاغ يطفح به المكان لكائن قد غادر للتو او هو في سبيله لأشغال المكان .


ان تنوع اساليب الفنان في التعبير عما يختلج فينا من اسئلة وقدرته على اختزال وترميز اعقد اشكالات الحياة وطرحها من منظور آخر فيه ما فيه من انسجام تكويني قد حقق نقلة نوعية لمدى ما يمكن ان يصل اليه وعينا الباطن من منعطفات مجهولة .


هكذا وبمثل هذه البراعة في التكوين وفي العمل الفلسفي وتجسيد الظلال و الامكنة وعبر كل هذا الزخم من الاساطيرالمدهشة والحكايات ، بكل هذه السطوح الممغنطة بالكبرياء والقوة ، وبتباريج الهموم الكبرى يصنع لنا الفنان بشير مهدي مشاهده المتقنة .


عبر نظرة الى ما يقوم بتأسيسه وارساله هذا الفنان من قيم جمالية ومفردات وما يحاول بثه فينا عبر تقنياته الذكية يتضح لنا انه يؤكد المرة تلو الأخرى ان تحليق الانسان لم يعد حلما . فها هو ذا يزودنا بالاجنحة السرية التي لاتبهظنا كثيرا مثلما تفعل الاساليب التقنية لعصرنا الراهن .


ثمة دلالات فرعية لبعض المفردات تسترعي الانتباه ايضا قام بتوظيفها الفنان بشير مهدي في اعماله مثل تضمين الاعمال للوحات عالمية مشهورة ذات حسية واضحة . ومثل تمثال رأس الفنان بشير مهدي نفسه الذي يبدو بوضع الشاهد الحيادي لما يجري ، او كالأقنعة سواء ماكان منها معلقا على الحائط او ملقى على الفراش ، وفي لوحة ملفتة للنظر نشاهد على الحائط تجسيدا لآدم وحواء بعد ان حل بهما سخط الرب حيث يبدو آدم وقد وضع يده على وجهه الذي بان فيه الانكسار والخزي فيما تبدو حواء وهي تضع القناع على وجهها تسيرالى جنبه برأس مرفوع وكأنها تحاول اخفاء فرحها بما آلت اليه الأمور .
















نظرة في اعمال الفنان العراقي المغترب بشير مهدي - حامد الهيتي




كان من جراء النزعة التسطيحية في الفن ان اصبح للمكان بمعناه الشمولي وبمفهمه الاشتقاقي الرمزي .. واصبحت للعلاقات به قيم مرتبطة بمفاهيم تنعكس عليها ومنها مواقف اجتماعية واضحة ، وحين نتحدث عن الفنان التشكيلي العراقي (بشير مهدي) يمكننا ان نقول : على الفنان ان يبدأ بمحاولاته الجادة والرصينة في التشبث بكل الوسائل التي تؤدي الى عملية الخلق والكمال الفني .. عليه ان يبدأ .. ولكن كيف ؟ ولماذا ؟ تجيب على هذا التساؤل بنفسي واقول : يبدأ لأنه طائر مسكون بهاجس الحرية ، ولنقل عن اعمال الفنان بشير انها محاولة عقلانية في التأصيل ...
وليس تجاوزا للانجاز الابداعي العريض لبشير مهدي عندما اتحدث عن اعماله ... ذلك ان هذه الاعمال فيها من العناصر الابداع والشد مايحوي بامكانية الفكرة المجردة التي تدفع وتحرض على الاكتشاف . وليس غريبا ان تتميز لوحة ما من بين حشد من الاعمال المزدحمة على كل الجدران ( الصديقة ) التي اختارها بشير مهدي .. فقد عبر هذا الفنان في لوحته هذه عن امكانية تحرره من اسلوبيته المعروفة .
في لوحة بشير مهدي الجديدة يترك وظيفته كرسام ليتحول الى منقب اثاري ليكشف لنا عن موجودات تاريخية ... عراقية اصلية ... لقد اهتم بشير هنا بتوازن اللوحة وتناظر كتلتيها : الاولى الأثر الذي يزيح عنه تراب الزمن والثانية التي تمثل عمق اللوحة .
ان قوة الخطاب التشكيلي الذي يعرضه بشير مهدي في اعماله السريالية الشكل والمضمون والتهديف تكمن في ابداع بشير الذي يمضي بخبرته وتجربته نحو تعميق خطاباته التشكيلية في الحياة الثقافية المعاصرة من خلال المحافظة على اسلوبيته متجاوزا بذلك كل الاعتراضات النقدية التي تحاول تهميش هذا التكريس للأسلوب .
اقول : خلافا لباقي الفناني التشكيليين يجد الفنان .. السريالي نفسه في وضع يفتقر الى الحرية المطلقة في تناوله لمواضيعه الفنية المتباينة والمختلفة من ناحية الطرح الموضوعي.. ولهذا يظل ( الخط والكتلة ) يمثلان العنصرين الرئيسيين في البناء التشكيلي لديه .. ونجاح هذا الفنان او اخفاقه في هذا المجال ستقرره في النهاية تلك الطاقة التخيلية والبراعة الفنية اللتان يقدر الفنان ان يجسدهما في عمله النهائي .
يلعب بشير مهدي على التجاذب القديم بين الطرفين فرح كبير عال جدا وألم عظيم .. وضوح ظاهر وغموض معقد .. وكل تطرف يوحد لطرفين حيث التشابك توجد هناك اللحظة التي تفصل بين الفرح والالم تكاد لا تدلك او تلمس .. فجأة .. تنقلب الابتسامات الى جراح .. او يضيء الليل من شدة سواده .
علينا اذن ان نهتم بلوحات بشير مهدي بوصفها جماليات لونية وشكلية وتجانسية وموضوعية وتمتلك استنفاراتها الحلمية الشفيفة وتعبر فن موضوعات حياتية مؤجلة تستطيع ان تمنحها الثقة والطمأنينة والآمان النفسي العارم .
انه يعتني بالعلاقة , تنه نيابة عن عالمه الداخلي ، اعماقه لا شعوره الفردي او لاشعوره الجمعي .. يصنع خطابه , فيتحول الرسم الى مسرح درامي متحرك يعلن عن اشارته ورموزه وبالدرجة الاولى عن تعبيريته فتاريخ الرسم هو التضاد والتوافق بتحولات الافكار والباعث الى مرئيات ، بصريا تشخيصات ، ولغة مزدوجة الوظيفة فالفنان ينتقل في الجحيم - داخل نصه الفني – في اشكالية الوجود في الاغتراب وينقلنا من خراب .. انه يلتقط اصداء التصادم بخيال له مرجعياته ذات الجذر الواقعي شبه المباشر ، كما في الرسم بصورة عامة وليس بصعوبة يعثر الفنان على مفرداته وتحول المرئيات الى شياء وعناصر تشكيلية تبقى ذات صلة قائمة باسبابها :انه يخترع عالما مشتركا ومتدخلا لايخلو من هاجس (الرواية ) ونبضات الشعر ، واصداء الموسيقى لايخلو من البصريات – كعلامات – ومن المعاني كأفكار داخل بنيته التعبيرية .
ثمة فجيعة وأستثناءات تغدو قاعدة في تجاربه التخطيطية .. فهو يرسم انعكاس الواقع –المشهد العريض للطبيعة، والأنسان – في وعيه : يرسم وكأنه يتكلم بصمت الخطاب .
فالفنان لايتذكر الا انه يحدق في المرئيات .. فالأبدية تنبعث بالغة المرارة .. الامر الذي يجعل فنه نقديا ، متمردا، في حواره الآخر (الكون=الطبيعة=الأنسان=الذات) عبر بنية النص الفني لان الفنان لايلتهي ، ولايتنزه ، وكأنه قد تخلى عن المنطق اللذة والمؤانسة الا لذة التقرب من المشهد المر ، الواقع في تجليه المنفي – المقذوف – الشائك ، والرمزي . اننا لسنا امام فن ( القسوة ) كمسرح اللامعقول والمعروف ( او القديم بحسب الموضوع المستعاد ) .
فعالم بشير .. هو بالضبط عالم لوحته المتشابك .. الرصين .. انه عالم فريد من نوعه .. عالم ينمو بصعوبة .. ويتفتت بصعوبة ممزوجة بالحلم والخوف مقتربا من فجر يولد في بذرة خضراء متفتحة لشمس الوجود الساطعة .. وملتصقة بليل اسطوري حالم يسبح في ظلمته الزرقاء طائر غير عادي .. انه طائر الفينيق الأسطوري الذي يضم بين جناحيه سرا لا يعرفه احد غير بشير مهدي نفسه .
مدن قاحلة ، تسكنها الدهشة ... ويسكنها الرمل .. اناس مجهولون قادمون من تواريخ بشرية معزولة يتهامسون فيما بينهم ثم يصمتون منحدرين الى قاع لا قرار له ليسكنوا مدن بشير مهدي في خزف بشير العاشق ويترك قلبه معلقا بين سماواتها الفسيحة وسماوات اخرى رحبة .. هكذا وبلمح البصر يحمل الناس عوالمهم ويقدمونها الى كل غرباء العصر .. ومع ذلك تجيء المدينة بكل عريها وجمالها الطينية الحادة . والهادئة هاربة من نظرات الغرباء .


مفهوم التكوين في اعمال بشير مهدي - حامد الهيتي






انه هنا .. هناك .. قابع بين الآرائك والسماوات الفسيحة الملونة .. والشراشف البيضاء النظيفة .. ومبحر في التهاويم .. لا أظن ان احدا تعرف عليه دون ان يمنحه ذلك الحب الآسر .. انه ( بشير مهدي عباس ) الكائن الأليف مثل طائر السنونو .. الصاخب .. الحاد المزاج مثل موجة مستوحدة عاتية .. وحين تراه لأول وهلة تشعر بانك قد تعرفت عليه منذ عشرات السنين كيف لنا ان ننسى الوجه العراقي الأسمر والعينين الحادتين كعيني نسر .. وتلك الأبتسامة والخطوط النازلة على محياه .


هنا اقول : ينبغي ان نفهم الشياء من خلال قدرتها على التأثير في الأخرين سلبا او ايجابا .. و (بشير) الفنان العراقي المغترب في ايطاليا منذ عشرين سنة يصرخ ملء صوت مبحوح .. ولكنه متفرد في النقاء والصدق : نحن لا نرفض محاولات التجديد في الفن عموما .. والفن التشكيلي بوجه خاص اذا كانت تنطوي على تجربة تطرح دلالاتها بالتأثير واذا وجدت تبريرا لسلوكها فنيا .. ومن هنا فان (بشير) الفنان (الكلاسيكي) المستحدث لمواضيع اعماله المتجددة ابدا ، يفهم لغة واحدة فقط هي اقرب الى ضرورة امتلاك الوعي لدى الفنان .


وحينما يجيء فنان ما ويضع وجهه امام الأعين الذكية وامام الحواس الباحثة ابدا عن طمانينة التقبل لما يحمله عمله الفني من اشكالات .. وغموض .. وبهاء .. وجمال وصدق .. وفعالية , ويمارس مع صوته الحاد لعبتي : الصمت .. او الغضب فاننا يجب ان نعاين قدرة هذا الفنان على امتلاك فعل المساهمة الواعية في تغيير الواقع وهنا ينبغي لنا كمتلقين ان نتخلى عن فلسفة التقييم التقليدي انسجاما مع موقفنا بحثا عن الأصالة .. وهنا اتسائل : هل لي ان ادخل ضمن المواصفات العميقة لدلالات اعمال (بشير) التشكيلية ..؟ .. ربما .. فلأحاول : احيانا تنداح تلك الشريعة التي تحضر ابدا وتتوزع في كل الأتجاهات .. باحثة في الصميم عن النتيجة التي تجيء على شكل رؤيا تستلهم العين والحواس .. الوجود في لوحة (بشير) ان هو الا شكل هلامي يتحول كيفما اتفق الى مادة تبقى تسيل وتسيل حتى تصير اخيرا (انسانا).


الوجود في لوحة (بشير) مضمون اسير لسؤال كبير عن هذا الانسان بجماله .. برعبه.. بأنكساراته .. بهزائمه .. بانتصاراته الوهمية .. باصراره على ان يحمل والى الابد في داخله لغة الانسان الواحدة .. الخالدة.


هنا .. في لوحة (بشير) تصير الكتلة شيئا يتحرك باتجاه الكل .. وتصير طائرا اسطوريا من نوع خاص .. هنا .. يكرر الانسان نفسه على سطحها الجميل .. الأخاذ .. ويعيد تركيب كل الافراح القديمة .. يستلقي بارهاق على ضفة تريد ان تلتحم بماض معتم .. سحيق .. هنا .. يسترجع هذا عصر الكهرباء والذرة حتى يستطيع بعد ذلك ان يقرر ان العالم ارض واحدة .. ويقين واحد .


وسط هذا الزمن الذي يدفع الانسان لارتياد الفطنة والسؤال الاهم .. وايضا الى ضرورة استشعار الحقيقة التي تشير نحو الاخلاص وتهشيم قالب المستحيل .. تنفجر دقيقة بعد اخرى تلك المحاولات التجديدية الرامزة للبحث والاستطرادات في استقاء المؤثرات الحقيقية التي تخلق في كل وقت وفي كل مكان نوعية هذا الانسان ومحيطه .. والنوازع الاساسية الجادة التي تقدر ان تبث فيه حياة اخرى مناقضة وتغيره من شكل ومن نموذج الى أخر . .


في اعمال (بشير) الاجمالية نكتشف ان التكوين الشامل هو احداث الوحدة والتكامل بين العناصر المختلفة للعمل الفني من خلال عمليات التنظيم ( المنظر) والتحليل والتركيب والحذف والاضافة والتغيير في الاشكال والدرجات اللونية وقيم الضوء والظل والمساحات وما الى ذلك من المكونات .. ويقوم تكرار بشير للاشكال المرئية : مائدة .. كرسي .. انسان .. طفل .. حلم .. طائر .. سماء مفتوحة على شمس لاتغيب خيول مترامية في البعد .. تمثال يتوجع .. زقاق عراقي في حارة ايطالية يسكنها الخوف والدهشة ، على اساس خلق نوع من التعاطف او الترابط العضوي بين مكونات اللوحة من خلال جعل هذه المكونات مجرد صدى لذكريات غابرة .. يجب هنا ان نؤكد ان في اعمال (بشير) تكوينات تحلق بواسطة الخطوط .. وهناك ايضا تكوينات ومساحات داخل فضاء اللوحة الواسع اعتمد فيها على ابداعاته اللونية .. وتقوم هذه التكوينات اساسا على مبدأ التركيز على تدرج النغمات والكثافت اللونية .. ان الشيء الجدير بالتنويه هو انه في عديد من اعماله الفنية تتفاعل الاشكال والالوان والخطوط بعضها مع البعض الآخر في تكوينات فنية متماسكة استطاع الفنان من خلالها ان يؤكد على اهمية اعتماد كل منها على الآخر ..


في العرض الأخير لأعمال هذا الفنان يتوضح لنا انه لا يعمل هكذا دون ضوابط او قوانين .. بل هو يفكر من خلال قواعد واسس تعطي لجملة اعماله الفنية في النهاية صفات التماسك – والاستقرار – والهدوء – والفعالية الايجابية المؤثرة في لوحات (بشير) وضمن هذا الاطار تتحرك الاشياء بتلقائية .. وتنشط في قلب اللوحة كل الفضاءات المشرقة الملونة في اطر شمولية الى النموذج النقي للانسان النموذج ...


من الممكن ان تقدم لنا لوحة ما نزعات انسانية عامة .. ولكن في اعمال (بشير) فان اللوحة عنده لقادرة تماما على ان تأخذنا الى حلم جميل غير مشوش .. وقادرة ايضا على ان تضع امام حواسنا حقائق مذهلة لغرض دفعنا الى ضرورة استيعاب تحرك الانسان المتطور .. والمضطرد باتجاه كل العناصر الازلية الخالدة في الوجود ...